المولد والنشأة
ولد حمدين عبد العاطى صباحى بمدينة بلطيم محافظة كفر
الشيخ، لأب وأم ينتميان للأغلبية الساحقة من المصريين البسطاء، فقد كان
والده الحاج عبد العاطى صباحى فلاحا مصريا شريفا صلبا حكيما.
عاصر حمدين الأحلام الكبرى للمرحلة الناصرية، إلى أن تلقى مع
الشعب المصرى والعربى صدمة وفاة الزعيم جمال عبد الناصر عام 1970، فقرر أن
يخلد ذكراه ويحافظ على إنجازاته ويواصل مشروعه فقام بتأسيس رابطة الطلاب
الناصريين فى مدرسة الشهيد جلال الدين الدسوقى.
كان حمدين منذ صغره صاحب كاريزما مؤثرة وشخصية قيادية، وقد
انتخبه زملائه رئيسا لاتحاد طلاب مدرسة بلطيم الثانوية. كما كان حمدين
مشروع فنان وأديب مبدع اكتشف موهبته مبكرا، لكن طغى عليها نضاله السياسى
والوطنى خاصة بعد التحاقه بكلية الاعلام فى أعقاب حصوله على شهادة الثانوية
العامة بتفوق واضح حيث كان الأول على دفعته.
حمدين في الجامعة
مع التحاقه بكلية الاعلام جامعة القاهرة ازداد وعى
حمدين صباحى السياسى والوطنى وشارك فى المظاهرات الطلابية المطالبة ببدء
الحرب ضد الاحتلال الصهيونى لسيناء. وفى أعقاب نصر أكتوبر 73 تأكد لدى
حمدين ورفاقه فى الجامعة أن السادات بدء يتجاهل مكتسابات ثورة يوليو التى
جناها الشعب المصرى، فبدأوا فى تأسيس نادى الفكر الناصرى بجامعة القاهرة
والذى انتشر فى جامعات مصر، وصولا لتأسيس اتحاد أندية الفكر الناصرى
المعارض للسادات وسياساته.
برز اسم حمدين كقيادة طلابية وطنية وبدا ذلك واضحا فى انتخابه
رئيسا لاتحاد طلاب كلية الاعلام ورئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة (1975 –
1976) وتصعيده نائبا لرئيس الاتحاد العام لطلاب مصر (1975 – 1977). وقد لعب
حمدين من خلال تلك المواقع القيادية أدوارا هامة ومؤثرة، فقد كان حريصا
على أن تكون جريدة “الطلاب” التى كان يرأس تحريرها صوتا معبرا عن الحركة
الطلابية الوطنية، كما ساهم فى حشد جهود الحركة الطلابية للضغط من أجل
إصدار لائحة طلابية ديمقراطية، وهو ما نجحوا فيه بإصدار قرار جمهورى يرضخ
لإرادة الطلاب بإعمال لائحة 1976 الطلابية .
مناظرته الشهيرة مع السادات
وفى عام 1977 عقب الانتفاضة الشعبية ضد غلاء الأسعار
وإلغاء الدعم، حاول السادات امتصاص غضب الشعب بعقد مجموعة من اللقاءات مع
فئات مختلفة من المجتمع، ومن هنا جاء لقائه الشهير مع إتحاد طلاب مصر،
والذى قاد فيه حمدين صباحى المواجهة مع السادات.
وفي مناظرته مع السادات، انتقد حمدين بشجاعه سياسات السادات
الإقتصادية والفساد الحكومى بالاضافة إلى موقف السادات من قضية العلاقات مع
العدو الصهيونى فى أعقاب حرب أكتوبر.
كان حمدين فى تلك المواجهة صلبا شجاعا جريئا أمام رئيس
الجمهورية وقتها، وازدادت شعبية حمدين واحترامه فى أعقاب ذلك اللقاء الذى
دفع ثمنه لاحقا.
اضطهاد حمدين واعتقاله
تخرج حمدين صباحى من كلية الاعلام عام 1976، وواجه
صعوبات في العثور على فرصة للعمل فى الصحافة أو التليفزيون أو الجامعة رغم
نبوغه، فقد كانت هناك تعليمات واضحة بتضيق الحصار عليه ومنعه من العمل
بالمصالح الحكومية ردا على مواجهته للسادات.
فى تلك الفترة رفض حمدين السفر للعمل بالخارج، والتحق بجريدتى
“صوت العرب” و”الموقف العربى” مع الأستاذ عبد العظيم مناف، وكانت تلك
الصحف صوت التيار الناصرى فى مصر فى ذلك الوقت. كما استمر تواصل حمدين مع
طلاب اتحاد اندية الفكر الناصرى، حيث صاغوا عام 1979 أحد أهم الوثائق
الناصرية، وهى “وثيقة الزقازيق” التى بلورت رؤية جيل الشباب الناصرى
وموقفهم من سياسات السادات.
وفى عام 1981 جاءت موجة اعتقالات سبتمبر ضد قيادات ورموز
الحركة الوطنية المعارضة للسادات، وكان طبيعيا أن يكون حمدين صباحى بين
قائمة المعتقلين، حيث كان حمدين أصغر المعتقلين سنا بين مجموعة من الرموز
الوطنية المشرفة.
كما تعرض حمدين في عهد مبارك لسلسلة من الإعتقالات منها عند
قيامه بقيادة مظاهرة سنة 1997 مع فلاحي مصر، الذين أضيروا من قانون العلاقة
بين المالك والمستأجر، وهو القانون الذي شرد ملايين الفلاحين الفقراء من
أرضهم، في عودة صريحة لنظام الإقطاع من جديد
تكرر اعتقاله وهو نائب في مجلس الشعب، وبدون رفع حصانته سنة
2003، في انتفاضة الشعب المصري ضد النظام المصري المؤيـد لغزو العراق، وقد
قاد حمدين تلك المظاهرات في ميدان التحرير، وحرض على ضرب المصالح الأمريكية
حتى توقف عن ضرب الشعب العراقي.
وفي الانتخابات البرلمانية عام 2005 التي خاضها في إطار
القائمة الوطنية لمرشحي التغيير، ضرب فيها أهالى دائرته نموذجا للمقاومة
المدنية السلمية ضد ممارسات النظام القمعية لإسقاط صباحى، فابتكروا أساليب
بسيطة لتجاوز حصار الشرطة للجان الانتخاب، وسهروا على حراسة صناديق
الانتخابات.
وكانت مأساة تلك الانتخابات سقوط الشهيد جمعة الزفتاوي برصاص
الشرطة المصرية بالإضافة إلى عشرات الجرحى الذين أصيبوا دفاعا عن حقهم في
الحفاظ على مقعد برلمانى ينحاز لمصالحهم ويعبر عنهم. وبفضل استبسال أهالى
بلطيم والبرلس والحامول انتصر حمدين صباحي في تلك المعركة، وفرض الأهالى
إرادتهم للمرة الثانية فكان نائبهم في مجلس الشعب المصري 2005 هو حمدين
صباحي.
حمدين صباحى نائب الشعب
كانت معركة حمدين صباحى فى انتخابات مجلس الشعب 2000 هى
التتويج الرسمى والقانونى له كنائب فى مجلس الشعب، فقد تكررت محاولات
السلطة لاسقاط حمدين لكن إرادة الجماهير كانت أقوى فى فرض حمدين نائبا رغم
انف النظام.
ولم يتوانى حمدين صباحى لحظة فى دورته الأولى كنائب برلمانى
عن أداء واجبه كنائب عن كل الشعب لا عن دائرته فقط، فقد خاض حمدين معارك
برلمانية عديدة ضد النظام وحكومته وسياساته وقوانينه التى تنحاز لقلة دون
بقية الشعب.
واشتهر حمدين بجملته “يسعدنى ان ارفض بيان الحكومة” التى
لطالما رفض بها بيان حكومة أحمد نظيف التى عانى بسببها الشعب المصرى لسنوات
طويلة، واصفا إياها بأنها “حكومة تصنيع الفقر والغلاء والفساد والبطالة
وتدنى الخدمات”.
كما طالب حمدين صباحى بأعلى صوته من داخل مجلس الشعب فى عهد
مبارك، بأنتخاب رئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح، وبتحديد سلطاته ومدة حكمة
على الا تزيد عن فترتين مع الإشراف الكامل على الأنتخابات ورفع يد الأمن
عن تزويرها.
وكثيرا ما عارض حمدين من داخل البرلمان تجديد قانون الطوارئ،
وطالب مرارا وتكرارا بإطلاق الحريات العامة، وقدم عشرات الاستجوابات ومئات
طلبات الاحاطة ضد الحكومة ووزرائها ومسئوليها، كما تصدى لوقائع فساد متعددة
وقدم العشرات من مشروعات القوانين المتنوعة والمنحازة لصالح الشعب، ولعب
دورا هاما فى الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين خاصة أنه فى ذلك الوقت كان
عضوا فى نقابة الصحفيين منتخبا من الجمعية العمومية للنقابة عام 1999 .
إنجازات حمدين صباحى وتاريخه النضالى
تمكن حمدين صباحى منذ ان كان شابا ان يحفر اسمه فى تاريخ مصر بجهده وكفاحه وإنجازاته التالية:
1- معارضة السادات عام 1977 فى عدة امور خاصة سعيه لتوقيع
اتفاقية كامب ديفيد، وكانت نتيجة ذلك هو حرمان حمدين من التعيين في الجامعة
أو وسائل الإعلام الحكومية بقرار من أنور السادات، ورفض حمدين صباحي تقديم
التماس على هذا القرار.
2- المشاركة في تأسيس نادى الفكر الناصرى بجامعة القاهرة والذى تطور بجامعات مصر وصولا لتأسيس اتحاد أندية الفكر الناصرى.
3- تأسيس مركز إعلام الوطن العربى (صاعد) والذى كان بمثابة
مركزا لتجمع الشباب والطلاب الناصريين، بالاضافة لدوره فى تدريب أعداد
كبيرة من شباب الصحفيين ممن صاروا الآن نجوما لامعة فى عالم الصحافة.
4- تأسيس الحزب الاشتراكى العربى الذى كان تحقيقا لحلم
الناصريين بكيان تنظيمى يجمعهم وينظم جهودهم، وذلك برفقة المناضل فريد عبد
الكريم.
5- المشاركة في تنظيم ثورة مصر بقيادة المناضل محمود نور
الدين الذى قام مع مجموعة من رفاقه بعمليات اغتيال لعناصر صهيونية، وجرى
إعتقال حمدين على اثرها واتهامه بأنه أحد قيادات الجناح السياسى لتنظيم
ثورة مصر المسلح.
6- أحد قادة المظاهرات الرافضة لغزو الكويت على العراق بمشاركة قوات مصرية وعربية وجرى اعتقاله على اثرها.
7- أحد مؤسسى الحزب العربى الديمقراطى الناصرى مع الأستاذ ضياء الدين داود، حيث حصل على حكم قضائى بتأسيه عام 1992.
8- قائد معركة الفلاحين ضد قانون المالك والمستأجر عام 1997،
والذى سعت السلطة من خلاله لانتزاع الاراضى الزراعية من الفلاحين وإعادتها
للإقطاعيين الجدد، وانتهي الأمر بإعتصام الفلاحين واعتقال حمدين وتعذيبه فى
سجون النظام.
9- تأسيس عدد من اللجان الجبهوية والشعبية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع.
10- تنظيم قوافل الدعم للشعب العراقى المحاصر والشعب الفلسطينى المحتل.
11- وكيل مؤسسي حزب “الكرامة”، والذي تم رفضه مرارا وتكرارا من قبل النظام السابق، وهو ما اضطر حمدين للتنازل عن منصبه.
12- شارك في مسيرة نضال قانوني طويلة من أجل تأسيس جريدة “الكرامة”، التي صدرت في نهايات عام 2005، وتولى صباحي منصب رئيس تحريرها.
13- عضو سابق في مجلس نقابة الصحفيين المصريين.
14- عضو مجلس شعب من 2000 حتى 2010 عن أهالى البرلس والحامول،
ولم يتوانى خلال هذه الفترة عن أداء واجبه كنائب معارض رافضا لسياسيات
النظام وحكومته الفاشلة.
15- من اولى الداعيين لمقاومة شعبية ضد أمريكا فى حالة
عدوانها على العراق ومحصارة السفارة الأمريكية فى القاهرة، فى حالة عدم فتح
باب التطوع للإنضمام للمقاومة الشعبية فى العراق.
16- أحد مؤسسى الحملة الدولية لمناهضة العولمة والهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيونى.
17- المشاركة في انتفاضة شعبية ضد غزو العراق امتدت إلى جميع
محافظات وجامعات مصر، وتعرض حينها للإعتداء والإعتقال رغم تمتعه بالحصانة
البرلمانية.
18- أحد مؤسسى وقادة حركة “كفاية” التى تأسست عام 2004 وكسرت حاجز الخوف وتجاوزت الخطوط الحمراء في العديد من قضايا الوطن.
19- أول نائب برلمانى ينجح فى إثارة قضية تصدير الغاز المصرى للكيان الصهيونى داخل البرلمان.
20- أحد قادة المعارضة الوطنية والشعبية الجارفة ضد بناء جدار عازل على حدود مصر مع فلسطين.
21- أول نائب برلمانى وسياسى مصرى يدخل غزة فى أعقاب كسر
الحصار وفتح الحدود، حيث استقل سيارته مع صحبة من رجال العمل الوطنى فى
الثالثة فجرا، والتقى بقيادات المقاومة الفلسطينية الباسلة ليقدم لهم الدعم
المعنوى والتأييد الشعبى المصرى.
حمدين صباحي فى ثورة 25 يناير
قاد مظاهرة في بلطيم يوم 25 يناير، ثم قرر العودة إلى
القاهرة فور تصاعد الأحداث يومى 26 و27، حيث قاد مظاهرات الغضب يوم 28
انطلاقا من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين. ومع بدء الاعتصام في ميدان
التحرير والذي استمر لمدة 18 يوم، أيقن حمدين أن النصر قريب وسلم راية
القيادة تماما للشعب ومطالبه وأهداف ثورته.
لم يرغب حمدين في الظهور السياسي والإعلامي في تلك الفترة، بل
ورفض أحيانا التواجد في ميدان التحرير عندما كان يستشعر أن ذلك سيجعله
يبدو وكأنه يسعى لدور أو قيادة، إلا انه كان بين اليوم والآخر يذهب إلى
الميدان ليشارك ويؤيد الثوار فى مطالبهم.
وفي يوم الجمعة 11 فبراير تواجد صباحى في ميدان التحرير قبل
ساعات من خطاب التنحي وانطلق فور انتهاء الخطاب يحتفل مع جماهير الشعب
المصري ويهتف في قلب الميدان “الشعب يريد بناء النظام”.
حمدين صباحى المرشح للرئاسة
هذا هو حمدين صباحى الذى طرحناه كمرشح شعبي لرئاسة مصر
منذ أكثر من عام ونصف رغم كل العقبات والمصاعب التى كانت تواجه تلك الفكرة،
والذى نتمسك به الآن مرشحا رسميا للانتخابات الرئاسية المقبلة.
هذا هو حمدين صباحى الذى ضحى بالكثير ودفع ثمن مواقفه راضيا وقانعا مؤمنا بمبائه وأفكاره رافضا التخلى أو التنازل عنها.
هذا هو حمدين صباحى ابن الفلاحين المنتمى للغالبية العظمى من
الشعب المصرى المنحاز لمصالحهم والمدافع عن حقوقهم والمؤمن بقدرتهم على
التغيير والنصر.
هذا هو حمدين صباحى الذى نقدمه مرشحا لرئاسة مصر ليعمل على
إقامة نظام ديمقراطى حقيقى ويكفل حق المشاركة السياسية والعامة لكل مواطن
مصرى ليضمن التوزيع العادل لثروة مصر على شعبها ويوفر أجرا كريما وفرصة
عمل ومسكن ملائم لكل مواطن، ليوفر عوامل نهضة حقيقية فى مجالات التعليم
والبحث العلمى والتكنولوجيا، ليرد حقوق العمال والفلاحين والموظفين
والمهنيين، ليستعيد لمصر عزتها وكرامتها وإرادتها الحرة المستقلة وينهى
سياسات التبعية والذل والانبطاح .
هذا هو حمدين صباحى وهذه هى سيرته وتلك هى مواقفه.. لذلك فهو
مرشحنا للرئاسة الذى يؤمن تماما ونؤمن معه أن “الشعب هو القائد والمعلم وهو
وحده القادر على التغيير وصاحب المصلحة فيه”.